يضعان العالم أمام مسؤولياته

الأردن وفلسطين في الأمم المتحدة يضعان العالم أمام مسؤولياته

  • الأردن وفلسطين في الأمم المتحدة يضعان العالم أمام مسؤولياته

افاق قبل 5 سنة

الأردن وفلسطين في الأمم المتحدة يضعان العالم أمام مسؤولياته

علي ابو حبلة

 

تنسيق في المواقف والرؤى جمعت قواسم مشتركة في خطابي الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس  في الجمعية العامة للامم المتحدة، وتشكل ثمرة جهود للتنسيق الاردني والفلسطيني لمواجهة المخططات الاسرائيلية وضربها بعرض الحائط بكل اسس ومعايير السلام وخرقها الفاضح لكل قرارات الشرعيه الدولية ، وان اسرائيل ما كانت لتتمادى في مواقفها وتمردها على قرارات الشرعية الدولية لولا الدعم والتأييد الامريكي لمواقفها ، وهذا ما تناوله الملك عبد الله الثاني في مضمون خطابه وما عبر عنه الرئيس محمود عباس صراحه ووضوح  حين تطرق لحق تقرير المصير قائلا « « لا يوجد شعب على هذه البسيطة لا يتمتع بالحق في تقرير المصير.  شعوب صغيرة وكبيرة. لماذا نحن لا؟ نحن 13 مليون فلسطيني حول العالم. لماذا لا نعطى حق تقرير المصير؟ وهذا ليس ضد أحد. لنبن دولتنا المستقلة ولتعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، أين الخطأ وأين الجريمة في ذلك؟»

وخاطب  عباس المجتمعين ان مسؤولية حماية السلام والقانون الدولي تقع على عاتقكم انتم المجتمعون أعضاء الهيئة العامه للامم المتحدة

فيما أكد أن جميع الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل ستكون منتهية في حال قررت اسرائيل ضم مناطق غور الأردن في الضفة الغربية.

وأكد أن «القانون الدولي الذي قبلناه وتمسكنا به، والسلام الذي نسعى إليه، أصبحا في خطر شديد بسبب السياسات والإجراءات التي تقوم بها إسرائيل في أرضنا المحتلة، وبسبب تنكرها للاتفاقات الموقعة معها منذ اتفاق أوسلو عام 1993 وإلى الآن»، مشددا على أن مسؤولية حماية السلام والقانون الدولي «تقع على عاتق الأمم المتحدة».

وأشار الى أن «ما يدعو للأسف ويثير الدهشة والاستغراب هو ان الولايات المتحدة التي هي عضو دائم في مجلس الامن، بدلًا من ان تصون السلام والأمن الدوليين، وبدلًا من أن تحترم قرارات الأمم المتحدة، فهي تساند العدوان الإسرائيلي علينا، وتتنكر لمسؤولياتها الدولية والقانونية والسياسية والأخلاقية، بل وأقدمت على إجراءات غير قانونية غاية في العدوانية عندما قررت الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وعندما نقلت سفارتها اليها، باستفزاز صارخ لمشاعر ملايين المسلمين والمسيحيين الذين تمثل القدس جزءا من عقيدتهم الدينية، ولكن ستبقى القدس رغم كل الإجراءات عاصمة أبدية لفلسطين شاء من شاء وأبى من أبى».

وأشار إلى أنه «على الرغم من الاحتلال الإسرائيلي ومن يقف خلفه، فقد حصلت فلسطين على اعتراف 140 دولة في العالم».

وجدد الرئيس عباس رفضه بخطة السلام الأمريكية، المعروفة إعلاميًا بـ «صفقة القرن»، أو أية حلول اقتصادية «وهمية وواهية» تطرحها الإدارة الأميركية، بعدما «نسفت بسياساتها وإجراءاتها كل فرص تحقيق السلام».

وجدد  الموقف الفلسطيني الداعي الى التمسك باستخدام الوسائل السلمية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. وقال: «سنرفض كل أنواع السلاح ولا نقبل باستعمال السلاح في أي مكان آخر.»

كلمة الملك عبد الثاني ملك المملكه الاردنيه جاءت متماهية مع المواقف الفلسطينيه فيما يخص فلسطين ويخدم قضية السلام والموقف الاردني الثابت من عروبة القدس والولايه الهاتشمية عليها قول جلالة الملك عبد الله الثاني « اإنها لمفارقة صادمة أن تكون الأراضي المقدسة، مهد الأديان الثلاثة التي تشترك في وصية حب الجار العظيمة، مكانا للصراع. هذه الأرض هي مسرى الأنبياء، وهي الأرض التي سعى فيها أجيال من المسلمين والمسيحيين واليهود إلى العيش في طاعة الله، وتعليم أطفالهم التسامح، والرحمة، واحترام الآخرين. فهذه الأرض المقدسة ليست مكانا للفصل العنصري، والنزوح القسري، والعنف، وانعدام الثقة.

 واردف قائلا قبل أربعين عاماً، وفي هذه القاعة، وقف والدي، جلالة المغفور له الملك الحسين، الذي كان محبا للسلام، وشجب الاحتلال وأية محاولات لشطب «عشرات القرون من التاريخ والتراث والرموز الروحية والحضارية والأخلاقية» من عقل العالم وتاريخه.

إن استمرار الاحتلال إلى يومنا هذا مأساة أخلاقية عالمية، فلا يمكن لاحتلال أو نزوح أو إجراءات تتخذ بالقوة أن تمحو تاريخ شعب أو آماله أو حقوقه، أو أن تغير الإرث الحقيقي للقيم المشتركة بين أتباع الديانات السماوية الثلاث. ما من شيء يستطيع أن يسلب حقوق الشعب الفلسطيني الدولية بالمساواة والعدالة وتحقيق المصير.

 ولغة لا تحمل التاويل وتعبير عن الاصرار والموقف الاردني قال الملك عبد الله الثاني ؟؟؟ يسألني الشباب، لماذا لا يقف العالم إلى جانب حقوق الفلسطينيين؟ ألم يحن الوقت للإجابة على سؤالهم لنريهم أن العدالة الدولية وحقوق الإنسان تشملهم أيضا؟

 إن ذلك يبدأ باحترام الأماكن المقدسة ورفض كل المحاولات لتغيير الوضع القانوني للقدس الشرقية والهوية التاريخية الأصيلة للمدينة المقدسة. ما الدروس التي نعلّمها للشباب عندما يرون قوات مسلحة تدخل المسجد الأقصى/ الحرم الشريف والمسلمون مجتمعون للصلاة؟

 بصفتي صاحب الوصاية الهاشمية، فإنني ملتزم بواجب خاص لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ولكننا جميعا معنيون وملزمون أخلاقيا بحماية الحريات الدينية وحقوق الإنسان، لذا دعونا نحفظ المدينة المقدسة لسائر البشرية كمدينة تجمعنا ورمزا للسلام.

 وعلينا العمل لإنهاء الصراع والوصول إلى سلام عادل ودائم و شامل من خلال تحقيق حل الدولتين، وهو الحل وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، الذي ينهي الصراع ويفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

إن حل الدولتين هو الحل الحقيقي الوحيد، وإلا فما البديل؟ هل هي دولة واحدة تمارس سياسة الفصل العنصري بقوانين غير متساوية وتعتمد على القوة، وبالتالي تخون أهم قيم الساعين نحو السلام من كلا الطرفين؟ فهذه وصفة للصراع المستمر وليست السبيل نحو الأمن والاستقرار والسلام.

هذا التماهي في المواقف والتنسيق ما بين الاردن وفلسطين هو ثمرة جهود باتت تجمع الهم المشترك ووحدة المصير بين الشعبين الأردني والفلسطيني وهذا منبعه الايمان الاردني بحق تقرير المصير للشعب الاردني وحقه باقامة دولته المستقله وعاصمتها القدس  وهذه المواقف تنبع اصلا من ايمان الاردن وايمانه بحسب ما عبر عنه الملك عبد الله الثاني تنبع اساسا من « التسامح والتعاطف والمساواة بين جميع البشر هي القيم التي تجعل الوئام العالمي والعمل المشترك ممكنين. وهذه هي القيم ذاتها التي بني عليها ميثاق الأمم المتحدة: أن نعيش معا بسلام ونلتزم بحسن الجوار، وأن نحترم حقوق الجميع والمساواة بينهم، وأن نجمع جهودنا ونوحد قوانا للحفاظ على الأمن والسلام لتحسين حياة الناس من خلال العدالة والازدهار وتوفير الأمل للبشرية.

هذه هي الواجبات الأخلاقية التي حددها مؤسسو الأمم المتحدة وهي الآن مسؤولية تقع على عاتقنا، وعلينا ألا نفشل.

وبنفس الطريق والنهج وضمن القواسم المشتركه الاردنيه والفلسطينيه قال الرئيس محمود عباس مخاطبا اعضاء الهيئه العامه للامم المتحده « «يدنا ممدودة للسلام مع إسرائيل، لأنني مقتنع ان السلام لا يأتي الا بالمفاوضات»

 وفي مجمل مضمون الموقفين الاردني والفلسطيني لا بد والتذكير ان إسرائيل فعلا انهت جميع الاتفاقات مع الفلسطينيين ولم تعد لهذه الاتفاقات قيمه تذكر سوى ما يحقق لاسرائيل اهدافها وغاياتها في تكريس الاحتلال وهنا السؤال الذي يطرح نفسه اليس ضم القدس واعلان امريكا الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية عليها ونقل السفارة الامريكية خرق فاضح واخلال بالاتفاقات الموقعه مع السلطة الفلسطينية وخرق لاتفاقات وادي عربه مع الاردن فيما يخص الوصايه الهاشمية، ويشكل الاجراء الاسرائيلي والقرار الامريكي

مبرر للخروج من اتفاق اوسلو الذي اصبح من الماضي منذ تطبيق شارون لخطه الفصل الاحادي الجانب مع غزه وهناك فيتو اسرائيلي للحيلوله دون انهاء الانقسام وتحقيق المصالحه وتسعى حكومة الاحتلال لتكريس الفصل الجغرافي والانقسام فهو مصلحه اسرائيليه ، وهذا ما اكده الرئيس محمود عباس بقوله « اسرائيل دوله عنصريه وتمارس سياسه الابرتهايد وقانون القوميه تجسيد للعنصريه التي ينبذها المجتمع الدولي وخروج عن كافة الاتفاقات المعقودة معها ،وأننا على يقين بأن الاحتلال شأنه في ذلك شأن الاحتلالات السابقة زائل لا محالة.

 ويبقى السؤال الذي نتوجه به لدول العالم اجمع، ألم يحن الوقت لخلاص الشعب الفلسطيني وانعتاقه من هذا الظلم والقهر والاحتلال؟!

التعليقات على خبر: الأردن وفلسطين في الأمم المتحدة يضعان العالم أمام مسؤولياته

حمل التطبيق الأن